تعبير انشائي عن الصداقة - مدونة هوى


الصداقة

الصداقة كنز

الصداقه هي كنزٌ من كنوز الدنيا إذا امتلكناها امتلكنا كل شيء، وهي علاقة بين شخصين أو أكثر تقوم على الحب والمودّة والاحترام، والصديق هو بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك، بل ولدته لك الظروف والأيام، قيل قديمًا "اختر الصديق قبل الطريق"

الصديق نورُ لصديقه

الصداقة بمثابة الضوء الذي يُنير لنا عتمة الطريق، ويجعله واضح ممهد لنا للمشي عليها، فوجود الصديق ليس نوعًا من الترف، بل هو شيء أساسي في حياة الأفراد صغارًا كانوا أم كبار، وصديقي هو حافظ سرّي، ساتر عيبي، ناصح لي، ملتمس لي العذر، وهو مصدر سعادتي وفرحي، 
قال الأمام علي (ع) 
 كن ما استطعت عن الأنام بمعزل  *  إن الكثير من الورى لا يصحبُ

واجعل جليسك سيدا تحظى به  *  حَبر لبيب عاقل متأدبُ

الصديق مرآة صديقه، إذ قيل: "قُل لي مَن تُصاحب أقل لكَ مَن أنت"، وهذا إن دلّ على شيء، فإنّه يدل على مدى تأثير الصديق على صديقه، فأنت تُقلّد صديقك في طريقة كلامه ومشيته وحديثه وتسريحة شعره ولباسه وأخلاقه وعلمه وأدبه ودينه، لذا عليك التريّث كثيرًا عند اختيارك للصديق، والبحث عن صديق قريب من سنّك، يُشبهك في الأخلاق، طيّب السمعة بار بوالديه. 
أهمية الصديق تكون بأنّه يقف معك في السرّاء والضرّاء، يقبل عذرك، يُرشدك إلى الطريق الخير والمستقيم، يحثّك على طاعة الله والقيام بواجباتك الدينيّة، فتشعر بالسعادة والراحة النفسية معه؛ لأنّه داعم ومهتم بك، يُسرع لمساعدتك إذا احتجته لذلك، فالصديق المثقف سينقل العدوى لصديقه، والصديق المهمل اللامبالي المتكاسل سينقل ذلك كله لصديقه،
 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 
قال: "المرءُ على دينِ خليلِه فلْينظرْ أحدُكم من يخاللْ".

دور الصديق في الحياة

الصديق هو الأخ والسند وقت الشدة، وهو رفيق الدرب الذي ليس لنا عنه غنى، وهو الصديق الوفي الحقيقي الذي يأخذ بأيدينا إلى الجنة، وهو ذلك الشخص الذي يُضيء لنا ظلمة الأيام، ويُضفي البهجة على القلوب والأرواح. 
إذا أخطأنا في اختيار الصديق الوفي والحقيقي، فإنّ ذلك سينعكس حتمًا على سلوكنا وأخلاقنا وحياتنا بالعموم، فقد نكتسب منه بعض الصفات السيئة، مثل: النفاق والكذب والظلم، وهذا سُيبعدنا عن تربيتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها، 
قال النابغة الذبياني:[٣] 

وَاِستَبقِ وِدَّكَ لِلصَديقِ وَلا تَكُن 
قَتَباً يَعَضُّ بِغارِبٍ مِلحاحا 
فَالرُفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ 
فَتَأَنَّ في رِفقٍ تَنالُ نَجاحا 

كما أنّ الصداقة لها آثار إيجابية على المجتمع، فهي تزيد من الألفة والمحبة والتعاون بين الناس، ولا يشعر الفرد أنّه وحيد، فيتفاعل مع الآخرين، مما يُحقق السعادة، كما أنّ للصداقة شروطًا تجعلها مهمة للغاية، مثل: الصدق والاحترام والدعم، وصفات الصديق الحقيقي هي بأن يكون داعمًا حقيقيًا، وهذا ما يجعل الصداقة عظيمةً وكنزًا لا يفنى أبدًا.

الصداقة هي روحان في جسد واحد

في الختام، الصداقة روحان في جسدين، والصداقة هي تقبل الآخر، بالرغم من كل الظروف، هي بحر النجاة والصدق، هي طاقة لا يُمكن للإنسان العيش من غيرها، هي كلمة تحمل معاني كثيرة لا يُمكن التعبير عنها، هي نعمة من الله والوجه الآخر للحياة.





إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال